”خالدة بروهي” حصن نساء باكستان ضد جرائم الشرف
الأكثر مشاهدة
"حتى السادسة عشرة من عمري عالجت حزني بالبكاء غالباً أثناء الليل، عندما يخلد الجميع إلى النوم و كنت أشهق على مخدتي حتى تلك الليلة عندما عرفت أن صديقتي قتلت بإسم الشرف، لكن حينها أدركت أن هذه اللحظات قد ساهمت في رحلة حياتي"، بهذه الكلمات عبرت "خالدة بروهي" الناشطة النسائية الباكستانية عن حزنها الشديد حيال القتل باسم الشرف في باكستان، لم تتوقف عند حد الحزن بل قادها حزنها إلى شن حرب على القتل تحت مسمى الشرف في باكستان.
يتم الإبلاغ سنويًا عن ١٠٠٠ حالة قتل تقريبًا في باكستان، يتم قتلهن عن طريق أحد أفراد العائلة نتيجة سلوك يُحكم عليه بأنه "مخزي" كالعلاقات خارج إطار الزوجية.
وتعتبر فقدان "خالدة بروهي" لصديقتها نتيجة ذلك، هو فتيل إشعال حربها ،وعقدت العزم على شن حملة ضد ذلك التقليد ، والبداية الحقيقية لرحلتها كانت أمام بيت من الطين في أعالي بلاد السند من باكستان حيث أمسك والدها بيد والدتها ذات الأربعة عشر عام و قررا ترك القرية والذهاب إلى مدينة حيث يمكنهما إرسال أطفالهما إلى المدرسة بشكل ما.
ولدت عام 1988م، تنحدر من قبيلة محلية في جبال "بلوشستان" تدعى" براهوي"، وتعني "ساكن الجبل" وهي لغتها أيضا حفاظاً على عادتها وتقاليدها.
ويعتبر اكتشفاها لموقع جوجل والفيس بوك هو العمود الفقري لحملتها، حيث مكنها من الإتصال بالعالم : " من تحت سقف غرفتي الصغيرة في كراتشي كنت على اتصال بأناس في المملكة المتحدة و الولايات المتحدة واستراليا و كندا وأقمتُحملة اسمها حملة استيقظ ضد جرائم الشرف و قد توسعت بشكل كبير خلال بضعة شهور حظت على الكثير من الدعم من مختلف أرجاء العالم".
انتقلت الحملة من الانترنت إلى شوارع المدينة، وتحولت إلى مسيرات و اعتصامات، لتغيير السياسات في باكستان من أجل دعم المرأة، وتم مواجهتها بالمعارضة، ولكنها واجهت ممانعة من جهة غير متوقعة ممانعة من نفس المجتمع الذي تعمل على حمايته.
في عام ٢٠١٣م دشنت أول ملتقى، وعقدت شراكة مع TripAdvisor، و بنيت قاعة من الإسمنت في منتصف القرية و دعوت العديد من المنظمات الغير ربحية لتدعيم حملتها، وحتى الآن تمكنوا من دعم أكثر من ٩٠٠ امرأة في ٢٤ قرية حول باكستان.
كانت ضمن قائمة ( النساء السوبر عالمياً) لعام 2015، وتتلخص أمنيتها في البحث عن أكبر عدد ممكن من الناس لأن المؤسسة حالياً في طور البناء.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا